رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

بعد دعوة عمرو أديب لتقنين الحشيش .. كيف رد رجال الدين؟

المصير

الأحد, 3 نوفمبر, 2024

04:58 م

عمرو أديب

أثار الإعلامي المصري عمرو أديب موجة من الجدل بعدما طرح خلال برنامجه "الحكاية" على قناة "MBC مصر" فكرة تقنين استخدام القنب الهندي، المعروف باسم "الحشيش"، كدواء مسكن للآلام في مصر، مشددًا على أن مطلبه لا يعني تشجيع تعاطي الحشيش بشكل عشوائي، وإنما توفيره كدواء طبي تحت رقابة صحية مشددة، على غرار ما قامت به عدة دول أوروبية.

عمرو أديب يثير الجدل بتصريحات حول تقنين الحشيش كدواء مسكن للآلام

وأشار أديب إلى أن دولًا عديدة، خاصة في أوروبا وأمريكا، قامت بتقنين "زيت الحشيش" لاستخدامه كمسكن طبي، خصوصًا للأمراض التي تتطلب تسكينًا قويًا ومستمرًا، مثل حالات مرضى السرطان والأمراض المزمنة.

علماء الدين.. رفض تام وتحذير من مغبة التقنين

أثارت تصريحات أديب ردود فعل قوية من قبل علماء الدين في الأزهر الشريف، الذين عبروا عن رفضهم التام لهذه الدعوة، معتبرين أنها تتعارض مع تعاليم الشريعة الإسلامية.

Image

 

 

الشيخ محمد خالد سالم، أحد علماء الأزهر الشريف، شدد على أن تقنين الحشيش كدواء هو "غير جائز"، معتبرًا أن هذا الخطوة قد تفتح أبواب المعاصي وتعرض المجتمع لمخاطر أكبر.

واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أسكر كثيره فقليله حرام"، مؤكدًا أن الإسلام جاء لحفظ العقل الذي يعد أحد الكليات الخمس التي تعمل الشريعة على حمايتها.

كما أشار إلى أن الحشيش، وإن لم يُذكر تحديدًا في القرآن أو السنة، يدخل ضمن المخدرات التي تذهب بالعقل وتفسد الإنسان.

 

Image

من جانبه، أضاف الدكتور إبراهيم الظافري، من علماء الأزهر، أن أي دعوة لتقنين الحشيش هي "دعوة لتقنين الخبائث" المحرمة في الإسلام، موضحًا أن الله قد لعن كل مسكر ومغيب للعقل.

وبيّن أن هذه الخطوة ستؤدي إلى تدمير عقول الشباب وإفقادهم للقدرة على العمل والإنتاج، وأن الدعوات لتقنين المخدرات يجب أن تُقابل بالحزم.

الجانب القانوني: تشريعات معقدة واعتبارات قانونية تحيط بالمقترح

لم تقف ردود الفعل على علماء الدين وحدهم، بل تطرق خبراء القانون أيضًا إلى تصريحات أديب، حيث أكد المستشار هيثم عباس، المحامي بالنقض، أن مطلب تقنين الحشيش كدواء في مصر يتعارض مع التشريعات القانونية الحالية. وأوضح أن القانون المصري ينظر إلى الحشيش كمخدر يحظر زراعته أو بيعه أو تداوله بأي شكل، ويعاقب كل من يتاجر به أو يتعاطاه.

 

Image

,ومن جانبه شدد أيمن محفوظ، المحامي، على أن تقنينه يتطلب إجراء تعديلات جوهرية على القوانين، مشيرًا إلى أن التأثير الفعلي للحشيش هو تغيير الحالة النفسية للمتعاطي، وليس توفيره كمسكن للآلام، مما يجعله بعيدًا عن خصائص الأدوية المعتمدة.

 

Image

وأضاف محفوظ أيضًا أن هناك العديد من البدائل الطبية المتاحة لتسكين الآلام، وأن تقنين الحشيش قد يفتح الباب لتوسع استخدامه بشكل غير قانوني، وهو ما قد يصعب السيطرة عليه في المجتمع.

تجارب دولية: هل يمكن أن يصبح الحشيش علاجًا فعالًا؟

في أوروبا وأمريكا، تتجه بعض الدول نحو تقنين استخدام الحشيش للأغراض الطبية، حيث يُستخدم "زيت الحشيش" للمساعدة في تسكين آلام الأمراض المستعصية.

وتُظهر بعض الدراسات أن مشتقات الحشيش قد تساعد في تخفيف آلام مرضى السرطان والأمراض المزمنة التي تصاحبها آلام شديدة لا تستجيب للعلاجات التقليدية.

ولكن تلك الدول تضع ضوابط صارمة على تداول منتجات الحشيش الطبي، ويُطلب من المرضى استشارة طبيب متخصص للحصول على وصفة طبية تتيح لهم استخدامه.

التحديات والمخاطر المحتملة لتقنين الحشيش في مصر

تثير دعوة أديب لتقنين الحشيش كدواء العديد من التحديات والمخاطر التي ينبغي النظر فيها بعناية، خاصة في ظل ظروف المجتمع المصري والموقف القانوني والديني السائد. ومن أبرز المخاطر:

1. انتشار سوء الاستخدام: إذا لم يتم التحكم في استخدام الحشيش بشكل صارم، قد يؤدي ذلك إلى انتشار إساءة الاستخدام، مما قد يزيد من معدل الإدمان.

2. التأثير على الشباب: تشريع الحشيش قد يعطي الشباب انطباعًا خاطئًا بأن استخدامه آمن، مما قد يؤدي إلى تزايد إقبالهم عليه وتجربة المخدرات الأخرى.

3. التأثير السلبي على سمعة مصر: قد يؤدي تقنين الحشيش إلى إثارة قلق دول أخرى حول إمكانية تهريب الحشيش من مصر أو تزايد السياحة غير المرغوب فيها لأغراض تعاطي المخدرات.

 

ضرورة التوازن بين الابتكار الطبي والضوابط الشرعية والقانونية

في النهاية، يمثل مقترح تقنين الحشيش كدواء في مصر قضية معقدة تستدعي توازنًا دقيقًا بين احتياجات العلاج والضوابط الشرعية والقانونية. بينما يجادل البعض بضرورة توفير كل الوسائل الممكنة لتخفيف آلام المرضى، يرى آخرون أن فتح باب تقنين الحشيش قد يؤدي إلى تداعيات سلبية يصعب التحكم بها في المستقبل.

ومع استمرار النقاشات، يبقى السؤال حول جدوى تقنين الحشيش كدواء في مصر مطروحًا، خاصة في ظل المواقف المتباينة من جانب علماء الدين والقانون.